حشو الشفاه: الأنواع والفوائد والمخاطر

يُعد حقن فيلر الشفايف طريقة بسيطة وفعّالة لتحسين مظهر الشفتين، سواء كنتِ ترغبين في الحصول على شفاه أكثر امتلاءً، أو استعادة حجم الشفاة المفقود مع التقدّم في العمر، أو حتى التَخلص من الخطوط الدقيقة حول الفم. يحظى هذا الإجراء بشعبية واسعة لأنه سريع وسهل ويتميز بفترة نقاهة قصيرة نسبيًا، كما يُمكن تخصيص نتائجه بحسب تفضيلاتك وأهدافك الجمالية.

ولكن من المهم أن تفهمي كيفية عمل الفيلر، وما هي نتائجه، وكذلك معرفة المخاطر المُحتملة، حيث يساعدك اتخاذ قرارك المُستنير المَبني على معرفة واضحة في الحصول على أفضل النتائج وتجنّب المضاعفات غير المرغوب فيها.

سنغطي في هذه المقالة كل ما تحتاجين معرفته عن فيلر الشفايف، لتتمكني من اتخاذ قرار واثق بشأن ما إذا كان هذا العلاج مناسبًا لك أم لا.

ما هي فيلر الشفايف؟

يُعد فيلر الشفايف نوع من الحشوات الجلدية المُصممة لإضافة حجم وشكل مُتناسق إلى الشفتين. تُصنع الفيلر من مواد آمنة تُساعد على الاحتفاظ بالرطوبة داخل الأنسجة؛ وأكثرها استخدامًا حمض الهيالورونيك. يُعزز الفيلر عند حقنه الخطوط الطبيعية للشفتين، فتبدو الشفتين أكثر امتلاءً وأكثر نعومة.

يُعد حقن الفيلر عملية بسيطة وسهلة، بل ويمكن تعديله للحصول على مظهر طبيعي، أو حتى مظهر أوضح وأكثر امتلاءً بحسب رغبتك. 

من المهم معرفة أن الجسم يقوم بتفكيك الفيلر تدريجيًا مع مرور الوقت، مما يجعل نتائجه مؤقتة تتطلب جلسات متكررة للحفاظ على المظهر المثالي. كما تتيح هذه الميزة إمكانية تعديل الشكل لاحقًا بسهولة وفقًا لاحتياجاتك ورغبتك في التغيير.

أنواع فيلر الشفايف

تتعدد أنواع فيلر الشفايف، حيث يتميز كل نوع بخصائص مختلفة من حيث النتائج ومدة الاستمرار. ويعتمد اختيار النوع المناسب على تفضيلاتك الشخصية، والنتيجة التي ترغبين في تحقيقها، بالإضافة إلى المدة التي ترغبين أن يدوم فيها تأثير الفيلر.

1- فيلر الهيالورونيك (HA)

يُعد فيلر الهيالورونيك الأكثر شيوعًا بين أنواع فيلر الشفاه، إذ يتكوّن من حمض الهيالورونيك، وهي مادة طبيعية موجودة في الجسم تساعد على الحفاظ على الترطيب والحيوية. يُضيف هذا النوع امتلاءً متناسقًا ويحسّن شكل الشفاه ويُخفف من الخطوط الدقيقة المحيطة بها. وتُعد نتائجه مؤقتة، إذ تدوم عادةً من 6 إلى 18 شهرًا تبعًا لنوع الفيلر ومعدل الأيض لدى الفرد.

2- حقن الدهون الذاتية

يعتمد هذا النوع على استخراج الدهون من منطقة أخرى في الجسم مثل البطن أو الفخذين، ثم تنقيتها وحقنها في الشفتين. وتبدو النتائج طبيعية للغاية ومتناغمة مع ملامح الوجه، نظرًا لأن المادة مأخوذة من الجسم نفسه. غير أن هذا الإجراء أكثر تعقيدًا مقارنةً بفيلر الهيالورونيك، ويتطلب وقتًا أطول للتعافي وتكلفة أعلى.

3- زراعة الشفاه (حقن السيليكون)

بينما تُعد زراعة السيليكون خيارًا أكثر استمرارية لتكبير الشفاه، إذ تُزرع حشوة صغيرة جراحيًا داخل الشفة. وعلى الرغم من أن هذا النوع يُلغي الحاجة إلى الحقن المتكررة، فإنه أقل شيوعًا حاليًا بسبب كونه إجراءً جراحيًا يَحمل مخاطر أكبر وصعوبة في التعديل بعد الزراعة.

ما هي فوائد فيلر الشفايف؟

تُوفر حقن فيلر الشفايف العديد من المزايا للأشخاص الذين يرغبون في تحسين مظهر شفاههم، مثل:

• تحسين حجم الشفايف وشكلها – تضيف امتلاءً ووضوحًا ملحوظًا، مما يساعد على تحقيق التوازن في المظهر العام للشفاه وملامح الوجه

• تقليل الخطوط الدقيقة حول الفم – يمكن أن تُقلل من التجاعيد الصغيرة التي تتشكل بمرور الوقت، خاصة حول الشفاه

• تدخل جراحي بسيط – إجراء سريع ولا يتطلب جراحة تقليدية ويستغرق وقتًا قصيرًا للتعافي

• نتائج قابلة للتخصيص – تسمح بإجراء تعديلات تدريجية ودقيقة، سواء كنت تفضل تغييرًا طفيفًا أو أكثر وضوحًا

• إمكانية التعديل — يمكن إذابة فيلر الهيالورونيك إذا لم تكن النتيجة مرضية

• تعزيز الثقة بالنفس — يساعد تحسين شكل الشفتين في إبراز جمال ملامحك الفردية ويعزز من شعورك بالثقة

خطوات فيلر الشفايف من البداية إلى النهاية

يُساعدك فهم ما يحدث قبل وأثناء وبعد العلاج على الشعور بمزيد من الثقة والاستعداد الكامل.

1- التحضير قبل الجلسة

سيقوم طبيب الأمراض الجلدية أو أخصائي التجميل المؤهل خلال الجلسة الاستشارية بمناقشة أهدافك وتقييم مدى ملاءمة العلاج لحالتك.

• ستتحدثين مع الطبيب حول النتيجة التي ترغبين في تحقيقها، سواء كانت تعديلًا بسيطًا أو تعديلًا أكثر وضوحًا

• سيُراجع الطبيب تاريخك الطبي بالتفصيل، بما في ذلك تعرضك لأي حساسية أو تعرضك لحالة صحية مُحددة

• قد يُوصى بتناول أدوية وقائية إذا كان لديك تاريخ من الهربس الفموي، وذلك لتقليل خطر ظهوره مجددًا

• ستحصلين على تعليمات التحضير للجلسة بعد اعتماد خطة العلاج، والتي قد تشمل تجنب الكحول وبعض الأدوية مثل مميعات الدم والأسبرين لتقليل احتمالية ظهور الكدمات بعد الجلسة.

2- جلسة فيلر الشفايف

تُعتبر جلسة الفيلر إجراءً بسيطًا وسريعًا، إذ تستغرق عادة أقل من ساعة واحدة فقط. وخلال هذه الجلسة، سيقوم الطبيب بخطوات دقيقة لضمان أفضل النتائج بما يتناسب مع ملامح وجهك الطبيعية.

• يُوضع كريم مُخدر موضعي على الشفتين لتخفيف أي انزعاج، ويبدأ مفعوله خلال 15 إلى 30 دقيقة

• يحقن الطبيب الفيلر بدقة في مناطق مُحددة مثل قوس كيوبيد، أو محيط الشفاه تبعًا للشكل والحجم المَطلوب تحقيقه

• تُستخدم كميات صغيرة ومحسوبة من الفيلر لضمان نتيجة طبيعية ومتوازنة

• قد تشعرين بضغط خفيف أو وخز بسيط أثناء الحقن، إلا أن يُساعد التخدير الموضعي لجعل الجلسة أكثر راحةً

• قد يقوم الطبيب بتدليك الشفتين بلطف لتوزيع الفيلر بشكل متساوٍ، مع وضع كيس ثلج للمساعدة في تقليل التورم والحفاظ على النتيجة المثالية

3- الرعاية بعد الجلسة

قد تلاحظين تورمًا خفيفًا أو شعورًا بسيطًا بالألم في الشفتين بعد الجلسة، إلا أن هذه الأعراض مؤقتة وتختفي عادة خلال بضعة أيام دون الحاجة إلى تدخل طبي، إليك بعض النصائح التي تساعدك على التعافي بسرعة وتحقيق أفضل النتائج:

• يساعد وضع كمادات الثلج لفترات قصيرة على تقليل التورم والكدمات بعد الجلسة

• تجنّبي لمس الشفتين أو الضغط عليهما لتفادي توزيع الفيلر عن غير قصد

• يُنصح بالامتناع عن وضع أحمر الشفاه أو أي مستحضرات تجميلية على الشفتين لمدة 24 ساعة على الأقل لتقليل خطر التهيّج أو العدوى

• احرصي على شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم ودعم عملية الشفاء

• تجنّبي الحركات المفرطة للشفاه مثل العبوس أو الشرب باستخدام الشفاطة أو ممارسة التمارين الرياضية خلال أول 24 ساعة

• كما يُفضّل رفع الرأس قليلًا أثناء النوم لتقليل التورم خلال الليل

تبدأ النتائج النهائية عادةً بالظهور بعد نحو أسبوع من زوال التورم الأولي، حيث يمكن للطبيب في هذه المرحلة تحديد موعد متابعة لتقييم النتيجة وإجراء أي تعديلات طفيفة إذا لزم الأمر.

وباتباع تعليمات العناية بعد الجلسة، واختيار طبيب متخصص وذو خبرة، ستحصل على نتائج طبيعية ومتناسقة مع ملامح وجهك، مع الحد الأدنى من المضاعفات المُحتملة.

المخاطر المُحتملة لفيلر الشفايف

يُعتبر الفيلر آمن بشكل عام، خاصةً عندما يتم إجراؤه من قبل متخصص مؤهل ومرخص، ولكن مثل أي علاج تجميلي، هناك بعض المخاطر التي يجب الانتباه إليها ومعرفتها مسبقًا.

تشمل الآثار الجانبية الشائعة بعد حقن الفيلر تورمًا خفيفًا أو كدمات بسيطة أو ألمًا موضعيًا، وغالبًا ما تزول هذه الأعراض خلال بضعة أيام دون الحاجة إلى أي تدخل طبي. وقد يُلاحظ بعض الأشخاص وجود كتل صغيرة أو تفاوت مؤقت في شكل الشفاه، إلا أنها تختفي تدريجيًا مع اندماج الفيلر في أنسجة الشفاه بشكل طبيعي.

أما المضاعفات الخطيرة فهي نادرة جدًا، وقد تَشمل العدوى البكتيرية، أو ردود الفعل التحسسية، أو انتقال مادة الفيلر إلى مناطق غير مرغوب فيها.

الخبر السار والمطمئن هو أن معظم الآثار الجانبية للفيلر مؤقتة، بل ويمكن التحكم فيها بكل سهولة.

نوصي بشدة على أهمية اختيار طبيب أسنان متمرس وذو سمعة موثوقة، إلى جانب الالتزام الدقيق بتعليمات الرعاية بعد الجلسة، إذ يُمكن أن يقلل بشكل كبير من أي مخاطر مُحتملة، ويضمن لك نتائج آمنة ومثالية تدوم طويلًا.

مقارنة بين فيلر الشفايف وأبرز خيارات تجميل الشفاه الأخرى

هناك طرق مختلفة ومتعددة لتحسين مظهر الشفاه، ولكل خيار مزاياه الخاصة وفروقاته المميزة. يُعد فيلر الشفايف الأكثر شيوعًا وطلبًا لأنها غير جراحية وقابلة للتعديل بدرجة عالية. يُمكن أن يساعدك فهم الاختلافات الرئيسية بين الخيارات المُتاحة في اختيار الأفضل لاحتياجاتك وتوقعاتك.

1- بوتوكس الشفايف

يُعتبر البوتوكس حلًا تجميليًا غير جراحيًا يعمل على إرخاء العضلات المُحيطة بالشفة العليا، مما يمنحها مظهرًا أكثر امتلاءً ويعطيها انحناءً طبيعيًا نحو الخارج. وعلى الرغم من أنه لا يضيف حجمًا فعليًا كما تَفعل حقن الفيلر، إلا أنه يُعزز من شكل الشفاه الطبيعي بطريقة كبيرة.

2- تكبير الشفاه الدائم (زراعة الشفاه وحقن الدهون الذاتية)

يشمل تكبير الشفاه الدائم خيارات مثل زراعة الشفاه (حقن السيليكون) أو حقن الدهون الذاتية. تتضمن الزراعة الجراحية حقن قطعة صغيرة وناعمة من السيليكون داخل الشفاه، بينما يَستخدم النوع الأخر دهون الجسم الطبيعية لتحقيق تحسين طبيعي ومتناسق.

بغض النظر عن الخيار الذي تختاره، لا يوجد قرار صحيح أو خاطئ، بل ما يناسبك بشكل أفضل. إذا كنت تريد علاجًا مؤقتًا وقابلًا للتخصيص، فإن الحشوات هي خيار رائع. إذا كنت تفضل شيئًا أكثر دقة، فقد يكون شد الشفايف خيارًا أفضل. وإذا كنت تبحث عن حل طويل الأمد، فقد يكون التكبير الدائم خيارًا مناسبًا. ستساعدك استشارة أحد المتخصصين في اتخاذ القرار الأفضل بناءً على أهدافك.

نصائح عامة

بغضّ النظر عن الخيار الذي تختارينه، لا يوجد حلّ واحد يناسب الجميع، فالأفضل هو ما يَنسجم مع احتياجاتك الجمالية والطبية ونمط حياتك.

ولكن بشكل عام، إذا كنت تبحثين عن نتيجة فورية ومؤقتة يُمكن تعديلها بسهولة، فيُعد الفيلر التقليدي خيارًا مثاليًا. أما إذا كنت تفضلين لمسة أكثر نعومة ودقة دون تغيير كبير في الحجم، فقد يكون البوتوكس الأنسب لك. ولمن يرغب في نتيجة تدوم لفترة طويلة مع تقليل الحاجة للجلسات المُستمرة، فقد يكون تكبير الشفاه الدائم الخيار الأفضل لكِ.

الأسئلة الشائعة عن فيلر الشفايف

ما هي تكلفة فيلر الشفايف في الإمارات؟

تختلف تكلفة فيلر الشفايف من عيادة لأخرى تبعًا لنوع الفيلر والعلامة التجارية المُستخدمة وخبرة الطبيب، إلا أنها تبدأ عادةً من 1100 درهم إماراتي للجلسة الواحدة. وقد ترتفع التكلفة في حال استخدام منتجات مُتميزة أو كميات أكبر لتحقيق النتيجة المطلوبة.

إلى متى تدوم نتائج فيلر الشفايف؟

تستمر نتائج فيلر الشفايف عادةً من 6 إلى 18 شهرًا، اعتمادًا على نوع الفيلر المُستخدم وطبيعة عمليات الأيض في الجسم. وللحفاظ على مظهر الشفاه المثالي لأطول فترة مُمكنة، يُنصح بإجراء جلسات متابعة منتظمة.

هل يسبب فيلر الشفايف ألمًا أثناء أو بعد الجلسة؟

يُوضع كريم مخدر لتقليل الإحساس بالألم، لذلك يشعر معظم الأشخاص بانزعاج بسيط فقط. وغالبًا ما يختفي أي تورم أو احمرار خلال أيام قليلة بعد الجلسة.

ما هو أفضل نوع فيلر يمنح مظهرًا طبيعيًا للشفاه؟

يُعد فيلر الهيالورونيك مثل Juvederm وRestylane من أكثر الخيارات شيوعًا للحصول على مظهر طبيعي لشفاه مثالية. يُمكن تخصيص كمية الفيلر بدقة للحصول على نتيجة خفيفة أو أكثر امتلاءً بحسب رغبة العميل.

هل توجد مخاطر أو آثار جانبية بعد حقن فيلر الشفايف؟

تشمل الآثار الجانبية المؤقتة عادةً تورمًا خفيفًا أو كدمات بسيطة تختفي خلال بضعة أيام بعد الجلسة، بينما تُعد المضاعفات الخطيرة نادرة جدًا، خصوصًا عند إجراء الحقن على يد طبيب تجميل مُختص وذو خبرة عالية.